قصيدة تألقي يا حروف الشعر للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي

يعتبر الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي من أفضل شعراء العصر الحديث فله العديد من الدووايين الشعرية البليغة تضمنت على العديد من القصائدة البليغة في المعاني والالفاظ الصادقة في الشعور والأحاسيس منها هذه القصيدة

بعنوان تألقي ياحروف الشعر

للشاعر الكبير الدكتور عبد الرحمن العشماوي

لا تُطفئي شمعة لا تُغلقي بابا

ومذ عرفتك عين الشمس ما انطفأت

ومذ عرفتك قلب الحب ما ارتابا

ومذ عرفتك ريح الخوف ما عصفت

ومذ عرفتك ظن الشعر ما خابا

تزينت لك أشعاري فكـم سكبت

وكم أثارت جنون الحرف فـارتحلت

ركابه في مدى شعري وما آبا

تألقي يا حروف الشعر واتخـذي

إلى شغاف قلوب الناس أسبابا

وصافحي لهب الأشواق في مهج

محروقة واصنعي للحب جلبابا

وسافري في دروب الذكريات فقــد

وصففي شعر أوزاني فقـد عبثت

وعانقي فوق ثغر الفجر أغنية

وحين كانت شفاه الطل منشدة

وحين كان شذى الأزهـار منطلقاً

تألقي يا حروف الشعر واقتحمي

كهف المساء الذي ما زال سردابا

ومزقي رهبة في البدر تجعلـه

أمـام بوابة الظلماء بوابا

وخاطبي قلبي الشاكي مخاطبة

تزيده في دروب العزم أدرابا

يا ، قلب يا منجم الإحساس في جسد

قالوا أطالت يد الشكوى أظافرهـا

وأقبلت نحوك الآهات أسربا

وأشعل الحزن في جنبيك موقده

وأغلقت دونك الأفراح أبوابا

ماذا أصابك يا قلبي ألست على

حددت فيك معاني الحب مـا رفعت

إليك غائله الأحقاد أهدابا

صددت عنك جيوش الحزن ما نشأت

ولا تقرب منك اليأس بل يئست

فكيف تغرق في بحر جعلت على

أمواجـه مركباً للصبر جوابا

أما ترى موكب الأنوار كيف غـدا

يعيد نحوي من الأشواق ما غابا

وينبت الأرض أزهاراً ، ويمطرهـا

غيثاً ويجعل لون الأفق خلابا

انظر إلى الروض يا قلبي فسوف ترى

قال الفؤاد أعرني السمع لست كما

لكنها نار الحزن ، كيف يطفئهـا

صبر وقد أصبح الإحساس شبابا

يزيدها لهباً دمعُ اليتيم بكى

وصوت ثكلى غزاها الليل فانكشفت

لها المآسي تحـد الظفر والنابا

نادت ، ونادت فلم تفرح بصــوت أخ

وأرسلت دمعة في الليل ساخنـة

فأرســل الليل دمع الطل سكابا