منتديات شاطئ النورس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Empty تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي

مُساهمة من طرف المحامي الصايدي الخميس 27 مارس 2008, 10:17 pm

سورة الفتح
مدنية عدد آيها تسع وعشرون آية بالاجماع

بسم الله الرحمن الرحيم

إنا فتحنا لك فتحا مبينا .
في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله قال لما نزلت هذه الاية لقد نزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا وما فيها .
والقمي عن الصادق عليه السلام قال سبب نزول هذه السورة وهذا الفتح العظيم إن الله عز وجل أمر رسوله في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا فلما نزل ذي الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا البدن وساق رسول الله صلى الله عليه وآله ستة وستين بدنة وأشعرها عند إحرامه وأحرموا من ذا الحليفة ملبين بالعمرة وقد ساق من ساق منهم الهدي مشعرات مجللات فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن الوليد في مأتي فارس كمينا ليستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يعارضه على الجبال فلما كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر فأذن بلال فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس فقال خالد بن الوليد لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة لا صبناهم فإنهم لا يقطعون صلاتهم ولكن يجئ الان لهم صلاة اخرى أحب إليهم من ضياء أبصارهم فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا إليهم فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله بصلاة الخوف في قوله عز وجل وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلوة الاية وهذه الاية في سورة النساء وقد كتبنا خبر صلاة الخوف فيها فلما كان في اليوم الثاني نزل رسول الله صلى الله عليه وآله الحديبية وهي على طرف الحرم وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يستنفر الاعراب في طريقه معه فلم يتبعه أحد ويقولون أيطمع محمد وأصحابه أن يدخلوا الحرم وقد غزتهم قريش في عقر ديارهم فقتلوهم أنه لا يرجع محمد وأصحابه إلى المدينة أبدا فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وآله الحديبية خرجت قريش يحلفون باللات والعزى لا يدعون رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل مكة وفيهم عين تطرف فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله إني لم آت لحرب وإنما جئت لا قضي مناسكي وانحر بدني واخلي بينكم وبين لحمانها فبعثوا عروة بن مسعود الثقفي وكان عاقلا لبيبا وهو الذي أنزل الله فيه وقالوا لو لا انزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم فلما أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عظم ذلك وقال يا محمد تركت قومك وقد ضربوا الابنية وأخرجوا العود والمطافيل يحلفون باللات والعزى لا يدعوك تدخل مكة وحرمهم وفيهم عين تطرف أفتريد أن تبير أهلك وقومك يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما جئت لحرب وإنما جئت لا قضي مناسكي وأنحر بدني واخلي بينكم وبين لحمانها فقال عروة والله ما رأيت كاليوم أحدا صد كما صددت فرجع إلى قريش فأخبرهم فقالت قريش والله لئن دخل محمد مكة وتسامعت به العرب لنذلن ولتجترئن علينا العرب فبعثوا حفص بن الاحنف وسهيل بن عمرو فلما نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله قال ويح قريش قد نهكتهم الحرب الا خلوا بيني وبين العرب فان أك صادقا فإنماأجر الملك إليهم مع النبوة وإن أك كاذبا كفتهم ذؤ بان العرب لا يسألني اليوم امرء من قريش خطة ليس لله فيها سخط إلا أجبتهم إليه فلما وافوا رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا يا محمد الا ترجع عنا عامك هذا إلى أن ننظر إلى ما يصير أمرك وأمر العرب فإن العرب قد تسامعت بمسيرك فإذا دخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترأت علينا ونخلي لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضي نسكك وتنصرف عنا فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ذلك وقالوا له ترد إلينا كل من جاءك من رجالنا ولا نرد إليك كل من جاءنا من رجالك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من جاءكم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه ولكن على أن المسلمين بمكة لا يؤذون في إظهارهم الاسلام ولا يكرهون ولا ينكر عليهم شيء يفعلونه من شرائع الاسلام فقبلوا ذلك فلما أجابهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الصلح أنكر عامة أصحابه وأشد ما كان انكارا عمر فقال يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل فقال نعم قال فنعطي الذلة في ديننا فقال إن الله عز وجل قد وعدني ولن يخلفني قال ولو أن معي أربعين رجلا لخالفته ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الاحنف إلى قريش فأخبراهم بالصلح فقال عمر يا رسول الله ألم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام ونحلق مع المحلقين فقال أمن عامنا هذا وعدتك قلت لك إن الله عز وجل قد وعدني ان أفتح مكة وأطوف وأسعى واحلق مع المحلقين فلما أكثروا عليه قال لهم إن لم تقبلوا الصلح فحاربوهم فمروا نحو قريش وهم مستعدون للحرب وحملوا عليهم فانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هزيمة قبيحة ومروا برسول الله صلى الله عليه وآله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال يا علي خذ السيف واستقبل قريشا فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام سيفه وحمل على قريش فلما نظروا إلى أمير المؤمنين عليه السلام تراجعوا ثم قالوا يا علي بدا لمحمد صلى الله عليه وآله فيما أعطانا فقال لا وتراجع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله مستحيين وأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله ألستم أصحابي يوم بدر إذ أنزل الله عز وجل فيكم إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم إنى ممدكم بألف من الملئكة مردفين ألستم أصحابي يوم احد إذ تصعدون ولا تلون على أحد والرسول يدعوكم في أخريكم ألستم أصحابي يوم كذا ألستم أصحابي يوم كذا فاعتذروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وندموا على ما كان منهم وقالوا الله أعلم ورسوله فاصنع ما بدا لك ورجع حفص بن الاحنف وسهيل ابن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالا يا محمد قد أجابت قريش إلى ما اشترط من إظهار الاسلام وان لا يكره أحد على دينه فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بالمكتب ودعا أمير المؤمنين عليه السلام وقال له اكتب فكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل ابن عمرو لا نعرف الرحمن اكتب كما كان يكتب آباؤك باسمك اللهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اكتب باسمك اللهم فإنه اسم من أسماء الله ثم اكتب هذا ما تقاضى عليه محمد سول الله صلى الله عليه وآله والملا من قريش فقال سهيل بن عمرو ولو علمنا أنك رسول الله ما حاربناك اكتب هذا ما تقاضى عليه محمد بن عبد الله اتأنف من نسبك يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أنا رسول الله وإن لم تقروا ثم قال امح يا علي واكتب محمد بن عبد الله فقال أمير المؤمنين عليه السلام ما أمحوا اسمك من النبوة أبدا فمحاه رسول الله صلى الله عليه وآله بيده ثم كتب هذا ما اصطلح به محمد بن عبد الله والملا من قريش وسهيل بن عمرو واصطلحوا على وضع الحرب بينهم عشر سنين على أن يكف بعضنا عن بعض وعلى أنه لا اسلال ولا اغلال وان بيننا وبينهم غيبة مكفوفة وان من احب ان يدخل في عهد محمد صلى الله عليه وآله وعقده فعل ومن أحب أن يدخل في عهد قريش وعقدها فعل وأنه من أتى محمدا بغير إذن وليه رده إليه وأنه من أتى قريشا من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله لم ترده إليه وأن يكون الاسلام ظاهرا بمكة ولا يكره أحد على دينه ولا يؤذى ولا يعير وأن محمدا يرجع عنهم عامه هذا وأصحابه ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة أيام ولا يدخل عليها بسلاح إلا سلاح المسافر السيوف في القرب وكتب علي بن أبي طالب عليه السلام وشهد على الكتاب المهاجرون والانصار ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي إنك أبيت أن تمحو اسمي من النبوة فو الذي بعثني بالحق نبيا لتجيبن أبنائهم إلى مثلها وأنت مضيض مضطهد فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين كتب هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان فقال عمرو بن العاص لو علمنا إنك أمير المؤمنين عليه السلام ما حاربناك ولكن اكتب هذا ما اصطلح عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان فقال أمير المؤمنين عليه السلام صدق الله ورسوله أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك قال فلما كتبوا الكتاب قامت خزاعة فقالت نحن في عهد محمد رسول الله وعقده وقامت بنو بكر فقالت نحن في عهد قريش وعقدها وكتبوا نسختين نسخة عند رسول الله صلى الله عليه وآله ونسخة عند سهيل بن عمرو ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الاحنف إلى قريش فأخبروهم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لاصحابه انحروا بدنكم واحلقوا رؤوسكم فامتنعوا وقالوا كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة فاغتم لذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وشكا ذلك إلى ام سلمة
فقالت يا رسول الله انحرانت واحلق فنحر القوم على حيث يقين وشك وارتياب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله تعظيما للبدن رحم الله المحلقين وقال قوم لم يسوقوا البدن يارسول الله والمقصرين لان من لم يسق هديا لم يجب عليه الحلق فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ثانيا رحم الله المحلقين الذين لم يسوقوا الهدي فقالوا يا رسول الله والمقصرين فقال رحم الله المقصرين ثم رحل رسول الله صلى الله عليه وآله نحو المدينة إلى التنعيم ونزل تحت الشجرة فجاء أصحابه الذين أنكروا عليه الصلح واعتذروا وأظهروا الندامة على ما كان منهم وسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله أن يستغفر لهم فنزلت آية الرضوان .
أقول : هذه القصة مذكورة في روضة الكافي عن الصادق عليه السلام بزيادة ونقصان من أرادها رجع إليه .
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر علة للفتح من حيث أنه مسبب عن جهاد الكفار والسعي في إزاحة الشرك وإعلاء الدين وتكميل النفوس الناقصة قهرا ليصير ذلك بالتدريج إختيارا وتخليص الضعفة عن أيدي الظلمة .


عدل سابقا من قبل المحامي الصايدي في الخميس 27 مارس 2008, 10:30 pm عدل 1 مرات
المحامي الصايدي
المحامي الصايدي
عضو متقدم
عضو متقدم

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/04/2007
عدد المشاركات : 196
نقاط العضو : 24
السٌّمعَة : 20
تقييمــ العضو :
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Left_bar_bleue0 / 1000 / 100تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Right_bar_bleue


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Empty رد: تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي

مُساهمة من طرف المحامي الصايدي الخميس 27 مارس 2008, 10:25 pm

في المجمع والقمي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن هذه الاية فقال ما كان له ذنب ولا هم بذنب ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank وفي المجمع عنه عليه السلام انه سئل عنها فقال والله ما كان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن له أن يغفر ذنوب شيعة علي عليه السلام ما تقدم من ذنبهم وما تأخر قال بعض أهل المعرفة قد ثبت عصمته صلى الله عليه وآله فليس له ذنب فلم يبق لاضافة الذنب إليه إلا أن يكون هو المخاطب والمراد امته كما قيل إياك ادعو واسمعي يا جارة قال ما تقدم من ذنبك من آدم إلى زمانه وما تأخر من زمانه إلى يوم القيامة فإن الكل امته فإنه ما من امة إلا وهي تحت شرع محمد صلى الله عليه وآله من اسم الباطن من حيث كان نبيا وآدم بين الماء والطين وهو سيد النبيين والمرسلين فإنه سيد الناس فبشر الله تعالى محمدا صلى الله عليه وآله بقوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر لعموم رسالته إلى الناس كافة وما يلزم الناس رؤية شخصه فكما وجه في زمان ظهوره رسوله عليا عليه السلام إلى اليمن لتبليغ الدعوة كذلك وجه الرسل والانبياء إلى اممهم من حين كان نبيا وآدم بين الماء والطين فدعا الكل إلى الله فالكل امته من آدم إلى يوم القيامة فبشره الله بالمغفرة لما تقدم من ذنوب الناس وما تأخر منها وكان هو المخاطب والمقصود الناس فيغفر الكل ويسعدهم وهو اللائق بعموم رحمته التي وسعت كل شيء وبعموم مرتبة محمد صلى الله عليه وآله حيث بعث إلى الناس كافة بالنص ولم يقل أرسلناك إلى هذه الامة خاصة وإنما اخبر أنه مرسل إلى الناس كافة والناس من آدم عليه السلام إلى يوم القيامة فهم المقصودون بخطاب مغفرة الله لما تقدم من ذنبه ولما تأخر .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank أقول : وقد مضى في المقدمة الثالثة ما يؤي هذا المعنى .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank وفي العيون عن الرضا عليه السلام قال إنه سئل عن هذه الاية فقال لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه وآله لانهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم وقالوا اجعل الالهة إلها وحدا إلى قوله إلا اختلق فلما فتح الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله مكة قال تعالى يا محمد إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر عند مشركي أهل مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم وما تأخر لان مشركي مكة اسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذ دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم مغفورا بظهوره عليهم وفي رواية ابن طاووس عنهم أن المراد منه ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر عند أهل مكة وقريش يعني ما تقدم قبل الهجرة وبعدها فإنك إذا فتحت مكة بغير قتل لهم ولا استيصال ولا أخذهم بما قدموه من العداوة والقتال غفروا ما كان يعتقدونه ذنبا لك عندهم متقدما أو متأخرا وما كان يظهر من عداوته لهم في مقابلة عداوتهم له فلما رأوه قد تحكم وتمكن وما استقصى غفروا ما ظنوه من الذنوب ويتم نعمته عليك باعلاء الدين وضم الملك إلى النبوة ويهديك صراطا مستقيما في تبليغ الرسالة وإقامة مراسم الرئاسة .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (3) وينصرك الله نصرا عزيزا نصرا فيه عز ومنعة .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (4) هو الذي أنزل السكينة الثبات والطمأنينة .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank في الكافي عنهما عليهما السلام هو الايمان في قلوب المؤمنين القمي هم الذين لم يخالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله ولم ينكروا عليه الصلح ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم يقينا مع يقينهم برسوخ العقيدة واطمينان النفس عليها أو ليزدادوا إيمانا بالشرائع مع إيمانهم بالله واليوم الاخر وقد مضى لزيادة الايمان بيان في أواخر سورة التوبة ولله جنود السموات والارض يدبر أمرها فيسلط بعضها على بعض تارة ويوقع فيما بينهم السلم كما تقتضيه حكمته وكان الله عليما بالمصالح حكيما فيما يقدر ويدبر .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (5) ليدخل فعل ما فعل ودبر ما دبر ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم يغطيها ولا يظهرها وكان ذلك عند الله فوزا عظيما لانه منتهى ما يطلب من جلب نفع أو دفع ضر .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (6) ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء وهو أن لا ينصر رسوله والمؤمنين عليهم دائرة السوء دائرة ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين لا يتخطأهم وقرئ السوء بالضم القمي وهم الذين أنكروا الصلح واتهموا رسول الله صلى الله عليه وآله وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وسائت مصيرا .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (7) ولله جنود السموات والارض وكان الله عزيزا حكيما .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (8) إنا أرسلناك شاهدا على امتك ومبشرا ونذيرا على الطاعة والمعصية .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (9) لتؤمنوا بالله ورسوله وتُعزروه وتقووه بتقوية دينه ورسوله وتوقروه وتعظموه وتسبحوه وتنزهوه بكرة وأصيلا غدوة وعشيا وقرأ الاربعة بالياء .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (10) إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله لانه المقصود ببيعته يد الله فوق أيديهم يعني يدك التي فوق أيديهم في حال بيعتهم إياك إنما هي بمنزلة يد الله لانهم في الحقيقة يبايعون الله عز وجل ببيعتك .
في العيون عن الرضا عليه السلام في حديث بيعة الناس له قال عقد البيعة هو من أعلى الخنصر إلى أعلى الابهام وفسخها من أعلى الابهام إلى أعلى الخنصر وفي إرشاد المفيد في حديث بيعتهم له قال فرفع الرضا عليه السلام يده فتلقى بها وجهه وببطنها وجوههم فقال له المأمون أبسط يدك للبيعة فقال الرضا عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق أيديهم فمن نكث نقض العهد فإنما ينكث على نفسه فلا يعود ضرر نكثه إلا عليه ومن أوفى بما عاهد عليه الله وفى في مبايعته فسيؤتيه أجرا عظيما وهو الجنة وقرئ عليه بضم الهاء فسنؤتيه بالنون القمي نزلت في بيعة الرضوان لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة واشترط عليهم أن لا ينكروا بعد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا يفعله ولا يخالفوه في شيء يأمرهم به فقال الله عز وجل بعد نزول آية الرضوان إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم الاية وإنما رضى الله عنهم بهذا الشرط أن يفوا بعد ذلك بعهد الله وميثاقه ولا ينقضوا عهده وعقده فبهذا العقد رضى الله عنهم فقدموا في التأليف آية الشرط على آية الرضوان وإنما نزلت أو لا بيعة الرضوان ثم آية الشرط عليهم فيها .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (11) سيقول لك المخلفون من الاعراب قيل هم أسلم وجهينة ومزينة وغفار استفزهم رسول الله صلى الله عليه وآله عام الحديبية فتخلفوا واعتلوا بالشغل بأموالهم وأهاليهم وإنما خلفهم الخذلان وضعف العقيدة والخوف عن مقاتلة قريش أن صدوهم .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank والقمي هم الذين استنفرهم في الحديبية ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة من الحديبية غزا خيبر فاستأذنه المخلفون أن يخرجوامعه فقال الله تعالى سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى قوله إلا قليلا شغلتنا أموالنا وأهلونا إذ لم يكن لنا من يقوم باشغالهم فاستغفر لنا من الله على التخلف يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم تكذيب لهم في الاعتذار والاستغفار قل فمن يملك لكم من الله شيئا فمن يمنعكم من مشيئته وقضائه إن أراد بكم ضرا ما يضركم كقتل أو هزيمة وخلل في المال والاهل وعقوبة على التخلف وقرئ بالضم أو أراد بكم نفعا ما يضاد ذلك بل كان الله بما تعملون خبيرا فيعلم تخلفكم وقصدكم فيه .
المحامي الصايدي
المحامي الصايدي
عضو متقدم
عضو متقدم

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/04/2007
عدد المشاركات : 196
نقاط العضو : 24
السٌّمعَة : 20
تقييمــ العضو :
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Left_bar_bleue0 / 1000 / 100تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Right_bar_bleue


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Empty رد: تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي

مُساهمة من طرف المحامي الصايدي الخميس 27 مارس 2008, 10:28 pm

تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (12) بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا لظنكم أن المشركين يستأصلونهم وزين ذلك في قلوبكم فتمكن فيها وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا هالكين عند الله لفساد عقيدتكم وسوء نيتكم القمي أي قوم سوء .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (13) ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا نبه على كفرهم ثم سجل عليه بوضع الظاهر موضع الضمير .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (14) ولله ملك السموات والأرض يدبر كيف يشاء يغفر لمن يشاء ويعذب من يشآء وكان الله غفورا رحيما فإن الغفران والرحمة من دأبه والتعذيب داخل تحت قضائه بالعرض ولذلك جاء في الحديث القدسي سبقت رحمتي غضبي .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (15) سيقول المخلفون يعني المذكورين إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها يعني مغانم خيبر ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله أن يغيروه وهو وعده لاهل الحديبية أن يعوضهم من مغانم مكة خيبر وقرئ كلم الله قل لن تتبعونا نفي في معنى النهي كذلكم قال الله من قبل من قبل تهيئهم للخروج إلى خيبر فسيقولون بل تحسدوننا أن نشارككم في الغنائم بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا إلا فهما قليلا وهو فطنتهم لامور الدنيا .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (16) قل للمخلفين من الاعراب كرر ذكرهم بهذا الاسم مبالغة في الذم وإشعارا بشناعة التخلف ستدعون إلى قوم اولي بأس شديد قيل هم هوازن وثقيف تقاتلونهم أو يُسلمون أي يكون أحد الامرين فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا هو الغنيمة في الدنيا والجنة في الاخرة وإن تتولوا كما توليتم من قبل عن الحديبية يعذبكم عذابا أليما لتضاعف جرمكم .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (17) ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج لما أوعد على التخلف نفى الحرج عن هؤلاء المعذورين استثناء لهم عن الوعيد ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الانهار قيل فصلالوعد وأجمل الوعيد مبالغة في الوعد لسبق رحمته ثم جبر ذلك بالتكرير على سبيل التعميم فقال ومن يتول الاية ومن يتول يعذبه عذابا أليما إذا لترهيب هنا أنفع من الترغيب وقرئ ندخله ونعذبه بالنون .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (18) لقد رضي الله عن المؤمنين إذيبا يعونك تحت الشجرة قد سبقت قصته .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank القمي عن الصادق عليه السلام قال كتب علي عليه السلام إلى معاوية أنا أول من بايع رسول الله تحت الشجرة في قوله لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم الطمأنينة وسكون النفس وأثابهم فتحا قريبا فتح خيبر غب انصرافهم .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (19) ومغانم كثيرة يأخذونها يعني مغانم خيبر وكان الله عزيزا حكيما غالبا مراعيا مقتضى الحكمة .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (20) وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها وهي ما يفئ على المؤمنين إلى يوم القيامة فعجل لكم هذه يعني مغانم خيبر وكفَّ أيدى الناس عنكم أيدي أهل خيبر وحلفائهم ولتكون آية للمؤمنين أمارة يعرفون بها صدق الرسول في وعدهم ويهديكم صراطا مستقيما هو الثقة بفضل الله والتوكل عليه .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (21) واخرى لم تقدروا بعد عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (22) ولو قاتلكم الذين كفروا من أهل مكة ولم يصالحوا لولَّوُا الادبار لانهزموا ثم لا يجدون وليا يحرسهم ولا نصيرا ينصرهم .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (23) سنة الله التي قد خلت من قبل أي سن غلبة أنبيائه سنة قديمة فيمن مضى من الامم كما قال كتب الله لا غلبن أنا ورسلي ولن تجد لسنة الله تبديلا تغييرا .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (24) وهو الذي كف أيديهم عنكم أيدي كفار مكة وأيديكم عنهم ببطن مكة في داخل مكة من بعد أن أظفركم عليهم القمي أي من بعد أن أممتم من المدينة إلى الحرم وطلبوا منكم الصلح من بعد أن كانوا يغزونكم بالمدينة صاروا يطلبون الصلح بعد أن كنتم تطلبون الصلح منهم وكان الله بما تعملون بصيرا من مقاتلتهم أو لا طاعة لرسوله وكفهم ثانيا لتعظيم بيته وقرئ بالياء .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (25) هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا محبوسا أن يبلغ محله الهدي ما يهدى إلى مكة ومحله مكانه الذي يحل فيه نحره ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات القمي يعني بمكة لم تعلموهم لم تعرفوهم بأعيانهم لاختلاطهم بالمشركين أن تطؤهم أن تواقعوا بهم وتبتدؤهم فتصيبكم منهم من جهتهم معرة مكروه كوجوب الدية والكفارة بقتلهم والتأسف عليهم وتعيير الكفار بذلك والاثم بالتقصير في البحث عنهم بغير علم أي تطؤهم غير عالمين بهم وجواب لو لا محذوف لدلالة الكلام عليه والمعنى لو لا كراهة أن تهلكوا ناسا مؤمنين بين أظهر الكافرين جاهلين بهم فيصيبكم باهلاكهم مكروه لما كف أيديكم عنهم .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank القمي أخبر الله عز وجل نبيه أن علة الصلح إنما كان للمؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكة ولو لم يكن صلح وكانت الحرب لقتلوا فلما كان الصلح آمنوا وأظهروا الاسلام ويقال إن ذلك الصلح كان أعظم فتحا على المسلمين من غلبهم ليدخل الله في رحمته علة لما دل عليه كف الايدي من أهل مكة صونا لمن فيها من المؤمنين أي كان ذلك ليدخل الله في توفيقه لزيادة الخير والاسلام من يشاء من مؤمنيهم أو مشركيهم لو تزيلوا لو تفرقوا وتميز بعضهم من بعض لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما بالقتل والسبي القمي يعني هؤلاء الذين كانوا بمكة من المؤمنين والمؤمنات لو زالوا عنهم وخرجوا من بينهم لعذبنا الذين كفروا منهم .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank وعن الصادق عليه السلام إنه سئل ألم يكن علي عليه السلام قويا في بدنه قويا في أمر الله فقال بلى قيل فما منعه أن يدفع أو يمتنع قال سألت فافهم الجواب منع عليا عليه السلام من ذلك آية من كتاب الله تعالى فقيل وأي آية فقرأ لو تزيلوا الاية إنه كان لله تعالى ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الاباء حتى تخرج الودائع فلما خرجت ظهر على من ظهر وقتله وكذلك قائمنا أهل البيت عليهم السلام لا يظهر أبدا حتى تخرج ودائع الله فإذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank وفي الاكمال عنه عليه السلام ما في معناه بأسانيد متعددة منها قال في هذه الاية لو أخرج الله ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين لعذبنا الذين كفروا .
المحامي الصايدي
المحامي الصايدي
عضو متقدم
عضو متقدم

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/04/2007
عدد المشاركات : 196
نقاط العضو : 24
السٌّمعَة : 20
تقييمــ العضو :
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Left_bar_bleue0 / 1000 / 100تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Right_bar_bleue


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Empty رد: تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي

مُساهمة من طرف المحامي الصايدي الخميس 27 مارس 2008, 10:33 pm

26) إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية الانفة حمية الجاهلية التي تمنع إذعان الحق القمي يعني قريشا وسهيل بن عمرو حين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله لا نعرف الرحمن الرحيم وقولهم لو علمنا أنك رسول الله ما حاربناك فاكتب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين أنزل عليهم الثبات والوقار فتحملوا حميتهم وألزمهم كلمة التقوى كلمة الشهادة .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank القمي عن النبي صلى الله عليه وآله إنه قال في خطبته وأولى القول كلمة التقوى .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank وفي العلل عنه صلى الله عليه وآله إنه قال في تفسير لا إله إلا الله وهي كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank في الكافي عن الصادق عليه السلام إنه سئل عنها فقال هو الايمان .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank وفي المجالس عن النبي صلى الله عليه وآله قال إن عليا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank وفي الخصال عنه عليه السلام قال في خطبته نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank وفي التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام قال في خطبته انا عروة الله الوثقى والكلمة التقوى .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank وفي الاكمال عن الرضا عليه السلام في حديث له نحن كلمة التقوى والعروة الوثقى وكانوا أحق بها وأهلها والمستأهل لها وكان الله بكل شيء عليما فيعلم أهل كل شيء وييسره له .




( 45 )
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (27) لقد صدق الله رسوله الرؤيا صدقه في رؤياه بالحق متلبسا به فإن ما رآه كان لا محالة في وقته المقدر له وقد سبق قصته في أول السورة لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين محلقا بعضكم ومقصرا آخرون لا تخافون بعد ذلك فعلم ما لم تعلموا من الحكمة في تأخير ذلك فجعل من دون ذلك فتحا قريبا هوفتح خيبر ليستروح إليه قلوب المؤمنين إلى أن يتيسر الموعود .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (28) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق وبدين الاسلام ليُظهره على الدين كله ليغلبه على جنس الدين كله بنسخ ما كان حقا وإظهار فساد ماكان باطلا ثم بتسليط المسلمين على أهله إذ ما أهل دين إلا وقد قهر بالاسلام أو سيقهر وفيه تأكيد لما وعده بالفتح .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank القمي وهو الامام عليه السلام الذي يظهره الله عز وجل على الدين كله فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا قال وهذا مما ذكرناه أن تأويله بعد تنزيله .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank أقول : قد سبق تمام الكلام فيه في سورة التوبة وكفى بالله شهيدا على أن ما وعده كائن أو على رسالته .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (29) محمد رسول الله جملة مبينة للمشهود به أو استيناف مع معطوفه وبعدهما خبر والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم يغلظون على من خالف دينهم ويتراحمون فيما بينهم كقوله أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين تريهم ركعا سجدا لانهم مشتغلون بالصلاة في أكثر أوقاتهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا الثواب والرضا سيماهم (1) في وجوههم من أثر السجود قيل يريد السمة التي تحدث في جباههم من كثرة السجود .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank وفي الفقيه عن الصادق عليه السلام إنه سئل عنه فقال هو السهر في الصلاة ذلك مثلهم في التورية صفتهم العجيبة الشأن المذكورة فيها ومثلهم في الانجيل .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank القمي عن الصادق عليه السلام قال نزلت هذه الاية في اليهود والنصارى الذين
____________
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank (1) أي علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم اشد بياضا .




( 46 )
اتيناهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم يعني رسول الله صلى الله عليه وآله لان الله عز وجل قد أنزل في التوراة والانجيل والزبور صفة محمد صلى الله عليه وآله ومبعثه ومهاجره وهو قوله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى قوله في الانجيل فهذه صفته في التوراة والانجيل وصفة أصحابه فلما بعثه الله عرفه أهل الكتاب كما جل جلاله كزرع أخرج شطاه فراخه وقرئ بالفتحات فازره فقواه من الموازرة وهي المعاونة أو من الايزار وهي الاعانة وقرئ فأزره كاجره في آجره فاستغلظ فصار من الدقة إلى الغلظ فاستوى على سوقه فاستقام على قصبه جمع ساق وقرئ سؤقه بالهمزة يُعجب الزُرّاع بكثافته وقوته وغلظه وحسن منظره قيل هو مثل ضربه الله للصحابة قلوا في بدو الاسلام ثم كثروا واستحكموا فترقى أمرهم بحيث أعجب الناس ليغيظ بهم الكفار علة لتشبيههم بالزرع في زكاته واستحكامه وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank في الامالي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه سئل فيمن نزلت هذه الاية قال إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أنور ونادى مناد ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا وقد بعث الله محمد فيقوم علي بن أبي طالب صلوات عليهما فيعطي الله اللواء من النور الابيض بيده تحته جميع السابقة الاولين من المهاجرين والانصار لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى أجره ونوره فإذا أتى على آخرهم قيل لهم قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة إن ربكم يقول لكم عندي لكم مغفرة وأجر عظيم يعني الجنة فيقوم علي بن أبي طالب عليه السلام والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل الجنة ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار الحديث .
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Blank وفي ثواب الاعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام حصنوا أموالكم ونسائكم وما ملكت أيمانكم من التلف بقراءة إنا فتحنا لك فتحا فإنه إذا كان ممن يدمن قراءتها نادى مناد يوم القيامة حتى تسمع الخلائق أنت من عبادي المخلصين الحقوه بالصالحين من عبادي وأسكنوه جنات النعيم واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور .
المحامي الصايدي
المحامي الصايدي
عضو متقدم
عضو متقدم

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/04/2007
عدد المشاركات : 196
نقاط العضو : 24
السٌّمعَة : 20
تقييمــ العضو :
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Left_bar_bleue0 / 1000 / 100تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Right_bar_bleue


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Empty رد: تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي

مُساهمة من طرف MoHaNaD الجمعة 28 مارس 2008, 2:01 am

المحامى الصايدى

جزاك الله خيرااا على هذه المشاركة القيمة

سدد الله خطاكِ

MoHaNaD
MoHaNaD
Administrator
Administrator

ذكر
تاريخ التسجيل : 14/01/2007
البلد : Egypt
عدد المشاركات : 1525
نقاط العضو : 2005
السٌّمعَة : 65
تقييمــ العضو :
تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Left_bar_bleue100 / 100100 / 100تفسير سورة الفتح من كتاب تفسير الصافي Right_bar_bleue


https://b9n9.own0.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى