منتديات شاطئ النورس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مبطلات الصدقة

اذهب الى الأسفل

مبطلات الصدقة Empty مبطلات الصدقة

مُساهمة من طرف المحامي الصايدي الثلاثاء 19 يونيو 2007, 7:45 pm

مبطــلات الصــدقـة(الرئــآء والمـن والأذى)
إن الدين الإسلامي الحنيف هو دين الله عزوجل فشرع فيه للناس الأحكام والتشريعات الكفيلة لإصلاح الفرد والمجتمع في كل زمان ومكان,ومنها أن الله عزوجل فرض على المسلمين فريضة الزكاة وجعلها ركناً من الأركان التي يقوم عليها الإسلام بهدف إيجاد رابطة وثيقة بين المسلمين الفقراء والأغنياء, مبنية على المحبة والتألف والأخوة والتعاون والتراحم ومن أجل القضاء على الفوارق الإجتماعية التي توجد في المجتمعات البشرية بوجود الفقر والغنى,قال تعالى(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)سورة البقرة الآية رقم(110) وأمرهم بإعطاءها للولاة ليقوموا بتوزيعها على الأصناف الثمانية التي حددها سبحانه وتعالى في قوله(إنما الصدقات للفقرآء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)سورة التوبة الآية(60).
كما أن ديننا الإسلامي الحنيف لم يقف عند فرضية الزكاة فقط وأنما حثنا على الإنفاق في سبيل الله والتصدق على الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل سراً وعلانية وجعل الصدقة من الروابط الإجتماعية الأساسية في المجتمعات الإسلامية, ومن أهم وسائل زرع المحبة والتألف والأخوة بين المسلمين, قال تعالى(يا أيها الذين أمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلةٌ ولا شفاعةٌ والكافرون هم الظالمون)سورة البقرة الأية رقم(254)وقال تعالى(يا أيها الذين أمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض)سورة البقرة الأية رقم(267)وقال تعالى(وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير)سورة الحديد الأية(7)وقال صلى الله عليه وسلم(إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء)رواه الترمذي وحسنه,وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(على كل مسلم صدقة.فقالوا يا نبي الله فمن لم يجد؟قال يعين ذا الحاجة الملهوف.قالوا فإن لم يجد؟ قال:فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة)رواه البخاري,وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً(ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما:اللهم أعط منفقاً خلفاً,ويقول الآخر:اللهم أعط كل ممسك تلفاً)رواه مسلم,وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من أستطاع منكم أن يتقي النار فليتصدق ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة)رواه أحمد ومسلم.
وإذا كان المولى عزوجل يسعى إلى إصلاح المجتمع فرداً وجماعات وشعوب وقبائل وإلى زرع المحبة وإنشاء رابطة الأخوة بين المسلمين وإلى رفع معاناة الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام من خلال فرضية الزكاة والحث على الإنفاق والتصدق سراً وعلانية, فأنه إلى جانب ذلك سعى إلى حماية كرامتهم والحفاظ على مشاعرهم من أن يمسسها المتصدق بسوء, سواء كان بالفظ أو بالفعل, فنهى سبحانه وتعالى عن إتباع الصدقة بالمن والأذى وعن التصدق رئآء الناس, وأكد لنا سبحانه وتعالى أن ذلك يبطل الصدقة ويحرم المتصدق من أجرصدقته يوم القيامة,قال تعالى(ياأيها الذين أمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئآء الناس ولايؤمن بالله واليوم الأخر فمثله كمثل صفوان عليه ترابٌ فأصابه وابلٌ فتركه صلدا لا يقدرون على شئ مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكفرين)سورة البقرة الآية(264)
وليس هذا فحسب بل أن رسولنا الكريم صلى عليه وسلم أخبرنا أن الله عزوجل سيعاقب المنان يوم القيامة بأربع عقوبات هي(أن الله عزوجل لا يكلمه ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذابٌ أليم)فعن أبي ذر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم)قال:فقرأها رسول الله صلى عليه وسلم ثلاث مرات,قال أبو ذر:خابوا وخسروا,من هم يارسول الله؟ قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)رواه مسلم.
وإذا كان ديننا الإسلامي الحنيف قد جعل المن والأذى والرئاء من مبطلات الصدقة وسبباً لحرمان المتصدق من ثواب صدقته يوم القيامة ومن التكلم مع الله عزوجل ومن التزكية وسبباً لإدخاله النار,فإن ديننا الإسلامي الحنيف بالمقابل لذلك جعل للذين ينفقون أموالهم ثم لا يتبعون ما انفقوا مناً ولا أذى عدة كرامات يوم القيامة أخبرنا بها المولى عزوجل في القرآن الكريم منها(أن لهم أجرهم عند ربهم وأنه لا خوف عليهم وانهم لا يحزنون)قال تعالى(الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منًّا ولآ أذىً لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)الآية(262)سورة البقرة,كما أن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أكد لنا أن أخراج الصدقة سراً من الأفعال التي تكفر السئيات والذنوب وتجعل صاحبها من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ما معناه(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: منهم رجل تصدق بصدقة فأخفاءها حتى لا تعلم شماله ماتنفق يمينه).
ونظراً لما يحدثه المن والأذى في المتصدق عليه من جرح لمشاعره واهانة لكرامتة وتصغير لشأنه وتحقير وإذلالٌ له بين المسلمين فقد أكد لنا المولى عزوجل أن الكلمة الطيبة والقول المعروف خير وأفضل من الصدقة التي يتبعها المن والأذى لأن الكلمة الطيبة تبعث في المتكلم له البهجة والسرور,فقال تعالى(قول معروف ومغفرة خيرٌ من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم)سورة البقرة الآية(263)
ورغم أن الإسلام حثنا على صدقة السر إلا أن ذلك لا يعني أن اعلان الصدقة مطلقاً يبطلها ويحرم المتصدق من أجرها يوم القيامة,فهناك أمرٌ يتحكم في مصير الصدقة العلنية يوم القيامة من حيث إبطالها وحرمان المتصدق من أجرها أو قبولها من الله عزوجل وإعطاء المتصدق أجرها كاملاً,وهذا الأمرهو نية المتصدق أثناء التصدق والإنفاق علناً, فإذا كان يقصد من إعلانها الشهرة ورئآء الناس ومن أجل أن يقال عنه أنه رجل متصدق وصاحب خير فأن صدقته باطلة ويحرم من أجرها يوم القيامة,عملاً بقوله تعالى(ياأيها الذين أمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئآء الناس ولايؤمن بالله واليوم الأخر فمثله كمثل صفوان عليه ترابٌ فأصابه وابلٌ فتركه صلدا لا يقدرون على شئ مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكفرين)سورة البقرة الآية(264),لأن الصدقة مثلها كمثل جميع الأعمال والفرائض والسنن التي يجب أن يكون أداؤها خالصاً لله عزوجل ومن أجل نيل مرضات الله سبحانه وتعالى والجنة, قال تعالى(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) سورة البينة الآية(5) وقال تعالى (قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون)سورة البقرة الآية(139) وقال تعالى(قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين*إلا عبادك منهم المخلصين)سورة الحجر الأيتان(39, 40),فالإخلاص لله سبحانه وتعالى في العمل شرط أساسي لقبوله,فإذا كان العمل خالياً من الإخلاص لله أو يكون القصد من وراءه الشهرة فإنه يكون وبالاً على صاحبه.
وأما إذا كان المتصدق لا يقصد من إعلان صدقته رئاء الناس أو أن يقال عنه أنه رجلٌ متصدق وأنما يقصد أن يساهم في حث الآخرين وايجاد التنافس بين المسلمين على الإنفاق في سبيل الله والتصدق على الفقراء والمساكين والمحتاجين بمعنى أنه يقصد من أخراج الصدقة علنا أن يحث غيره على منافسته حينما يراه يتصدق علنا فيقوم الأخر بالتصدق بأكثر مما تصدق هو,ففي هذه الحالة لايعتبرإعلانه للصدقة رئاء ولا يبطلها ذلك ولا يحرم المتصدق من أجرها يوم القيامة, عملاً بقوله تعالى(إن تبدوا الصدقات فنعماً هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقرآء فهو خير لكم ويكفرعنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير)سورة البقرة الآية(271)وبحديث عمر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) رواه الجماعة,والله تعالى أعلم بالصواب.
بقلم المحامي محمدقايد محمد الصايدي -الجمهورية اليمنية- محافظة إب
المراجع:
1-القرآن الكريم.
2-فقه السنة -السيد سابق الطبعة الشرعية الأولى 1410هـ -1990م-دارالفتح للإعلام العربي-القاهرة.
3-فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفي سنة 852هـ.

4-الجامع الصحيح للإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري المتوفي سنة 204هـ .
المحامي الصايدي
المحامي الصايدي
عضو متقدم
عضو متقدم

ذكر
تاريخ التسجيل : 28/04/2007
عدد المشاركات : 196
نقاط العضو : 24
السٌّمعَة : 20
تقييمــ العضو :
مبطلات الصدقة Left_bar_bleue0 / 1000 / 100مبطلات الصدقة Right_bar_bleue


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى